مقدمة الطبعة الثانية لكتابي " المفصل في السيرة النبوية "
مقدمة الطبعة الثانية لكتابي " المفصل في السيرة النبوية " الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . فإن الأمم قاطبة تهتم بتاريخها ، وتعنى بأخبار قادتها وزعمائها ، وهي ترى في ذلك تدعيما لأصالتها ، وحفاظا على تاريخها .. ولا عجب أن يهتم المسلمون بتاريخهم ، إذ لا بد أن تعرف الأجيال اللاحقة ما خلفته القرون السابقة من أخبار الهداة المهتدين . أما سيرة النبي ـ (صلى الله عليه وسلم) ـ وحياته ، ومعرفة أحواله في الحرب والسلم ، فتلك مسألة لم يقتصر الاهتمام بها على المسلمين وحدهم ، بل شملت غير المسلمين ، ممن أعجبتهم سيرته وإن لم يؤمنوا به ـ (صلى الله عليه وسلم) ـ ، أو كانت دراستهم للسيرة بداية خير لهم .. إن معرفة ودراسة سيرة النبي ـ (صلى الله عليه وسلم) ـ أمر من الأهمية بمكان ، ولقد كان السلف يقدرون لهذه السيرة قدرها ، وكانوا يحفظونها كما يحفظون السورة من القرآن ، ويتواصون بتعلمها وتعليمها لأبنائهم ، فكان علي بن الحسين ـ رضي الله عنه ـ يقول: " كنا نُعلَّم مغازي النبي ـ (صلى الله عليه وسلم) ـ كما نعلم...