هل يجوز للمسلمين في الدول غير الإسلامية أن يشاركوا في الانتخابات والمجالس ؟

هل يجوز للمسلمين في الدول غير الإسلامية أن يشاركوا في الانتخابات والمجالس ؟

 الجواب :

1= المسلمون في تلك الدول مستضعفون .... فيجب أن يكون لهم أحزاب ونحوها تحافظ عليهم وتلبي مصالحهم وتدافع عنهم .

2= لا يجوز للمسلمين أن يبقوا منعزلين عن الحياة السياسية في تلك البلدان ....

3=هذه من مسائل الفتيا التي يختلف فيها الحكم بحسب الزمان والمكان والأحوال فلا يطلق فيها حكم عام في جميع الصور الواقعة أو المتوقعة .ففي بعض الحالات لا يسوغ التصويت كما إذا كان الأمر لا أثر له على المسلمين ، أو كان المسلمون لا أثر لهم في التصويت ، فإدلاؤهم وعدمه سواء ، وكذا لو تشابه حال المصوّت لهم لاستوائهم في الشر أو الموقف من المسلمين ..وقد تكون المصلحة الشرعية مقتضية للتصويت من باب تخفيف الشر وتقليل الضرر ، كما لو كان المرشحون من غير المسلمين لكن أحدهم أقل عداوة للمسلمين من الآخر ، وكان تصويت المسلمين مؤثرا في الاقتراع فلا بأس بالتصويت له في مثل هذه الحال ....

4= ينبغي للمسلمين أن ينتخبوا أصلح الموجود هناك وخاصة من يعدهم بتلبية مطالبهم وحماية حقوقهم، لأنهم إذا اعتزلوا الانتخابات وغيرها وعاشوا منعزلين هناك لن يكون لهم أية قيمة وسيذوبون في تلك المجتمعات ....

5= لا حرج أن يستلموا بعض المناصب التي تدافع عن حقوقهم ولا تؤثر على دينهم كما فعل النبي يوسف عليه السلام في مصر  وكانت دولة كافرة ...  

 وفي المجمع الفقهي في دورته التاسعة عشرة قرر ما يلي :

 1. مشاركة المسلم في الانتخابات مع غير المسلمين في البلاد غير الإسلامية من مسائل السياسة الشرعية التي يتقرر الحكم فيها في ضوء الموازنة بين المصالح والمفاسد، والفتوى فيها تختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأحوال.

2. يجوز للمسلم الذي يتمتع بحقوق المواطنة في بلد غير مسلم المشاركة في الانتخابات النيابية ونحوها لغلبة ما تعود به مشاركته من المصالح الراجحة مثل تقديم الصورة الصحيحة عن الإسلام، والدفاع عن قضايا المسلمين في بلده، وتحصيل مكتسبات الأقليات الدينية والدنيوية، وتعزيز دورهم في مواقع التأثير، والتعاون مع أهل الاعتدال والإنصاف لتحقيق التعاون القائم على الحق والعدل، وذلك وفق الضوابط الآتية:

أولاً: أن يقصد المشارك من المسلمين بمشاركته الإسهام في تحصيل مصالح المسلمين، ودرء المفاسد والأضرار عنهم.

ثانياً: أن يغلب على ظن المشاركين من المسلمين أن مشاركتهم تفضي إلى آثار إيجابية، تعود بالفائدة على المسلمين في هذه البلاد؛ من تعزيز مركزهم، وإيصال مطالبهم إلى أصحاب القرار، ومديري دفة الحكم، والحفاظ على مصالحهم الدينية والدنيوية.

ثالثاً: ألا يترتب على مشاركة المسلم في هذه الانتخابات ما يؤدي إلى تفريطه في دينه.

بقلم فضيلة الشيخ : علي بن نايف الشحود حفظه الله ورعاه

المكتب العلمي 

12/11/2020

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بيان شجب واستنكار حول ما فعله بعض مشايخ حمص في الإفطار الجماعي ومدح الطاغية الأسد

تعقيب على فتوى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حول الشهادة والشهداء

مقدمة الطبعة الثانية لكتابي " المفصل في السيرة النبوية "